دادوس جريح جديد
عدد المشاركات : 47 م/المشاركات-المواضيع : 104 العمر : 35
| موضوع: وصية متوفاه ..قصه تقطع القلوب الثلاثاء 15 سبتمبر 2009, 00:18 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم .. أخواني هذه قصة حقيقيه ..أنا لا أقول لكم سمعتها ..أو حدثني بها فلان ..كلا والله ..بل هي قصة قطعت قلوب كل من قرأها ..باختصار أحبتي ..سأرويها لكم ..هذه القصة وقعت لإبنت عمتي ..كانت فتاة شابة يافعه ..قد زينها الله كما يحب ويرضى من جمال وأخلاق وأدب وحياء ..كانت مثلا لذالك كله ..كانت رحمها الله في آخر سنة للجامعه بقسم الرياضيات بالرياض ..متفوقه وخدومه ....الخ ..فقد أودع اله فيها كل مايتمناه الأب في ابنته ..وكانت أول سنة يسكنون بها في الرياض عند أخوالنا أي أعمامي ..وهم في الرياض ..كانوا قبل يسكنون في مدينة شمال السعوديه لظروف عمل أبيهم ..وترعرعوا بعرعرمنذ نعومة أظفارهم (أي هند واهلها)كانوا يحبون مدينتهم كثيرا ..ولقد قمنا مرة بزيارتهم في بيتهم ....فرأت أختي غرفت هند ..تقول أختي كانت هند تقول ..(إن شاء الله انه تصيرلي غرفه بروحي علشان أفتك من عفست خواتي )..فلقد والله كانت غرفتها صغيرة جدا وينام معها بعض أخواتها..وعندما مرت على زيارتنا لهم كم سنه ..أتنقلت عمتي (امها)إلى الرياض وشتروا لهم بيتا هناك ..ليس والله بيتا بل فله جميله بكل بكل معانيها ..وعندما زرناهم مرة بالرياض سألتهم عن أوضاع الرياض هل أعجبتهم ..فقالوا ..لا والله يازين عرعر ..جيرانا هناك كأنهم أخوانا ..بس هنا الناس متقاطعين ..ولفت إنباه أختي أن هند لبست عبائتها للخروج مع جدتي وكانت تلبس عباء ..من يراها لا يقول هذه شابة من هذا العصر ..فوالله إنها أرتدت العباء وسترت بها كل قطعة من جسدها ..فلا تكاد ترى شيئا من ذالك الحسن..وعلمت أن عمتي غفر الله لها أنها كانت ترتدي عباءة الكتف ..فعجبت لهما فشتان سبحان الله بينهما ..وكما أني اسغربت ذالك ..لأأني كنت أعلمأن بنات عمتي هذه كانوا يستهينون باللبس ..ويلبسون ملابس لا ترضي الله ..وذات يوم ذهبنا إلى بيت عمتي الجديد هذا ..فسبحان الله من رأى بيتهم ذاك لايصدق أنهم سيسكنون هذا ..وتقول أختي أن هند كانت لها غرفت كبيرة جدا لها وحدها وكان سريرها كبير جداجدا فقلت سبحان الله هاقد رزقها الله أمنيتها بعد أن هداها والله الحمد والمنه على كل حال..وكان في غرفتها كل ماتمنته من كمبيوتر و.....الخ،، المهم أن هند بعد أشهر عديدة من سكناهم ..مالبثت أن أحست بألم في رأسها ..وتوالت الزيارة للمستشفى الأطباء وال...وال...وأخير أكتشف أن بها سرطان في الرأس ..أعاذني الله وايكم أحبتي منه ..ولم يمهلها المرض طويلا ..بل خمسة شهور أو أقل ..ثم انتقلت رحمها الله إلى جوار ربها ..نعم ..رحلت ..لكن ليس كأي رحيل ..أخواتها في حياتها ..لم تكن أحوالهم كحالها ..لم تستطع أن تؤثر فيهم في حياتها ..لكنها أثرت فيهم بعد رحيلها..رحمها الله ..والله يقول لي أبي ..إنها ذوت ..ثم ذوت وذبلت حتى أصبحت كالعجوز فلقد كان أبي يزورها ويتردد عليها دائما ..لحبه لها ..يقول كوب الماء (القزاز)..والله أنه يدخل في ظهرها فلقد تآكل العظم الفقري عندها ..رحمها الله تعالى نعم رحلت ورحلت في تاريخ(10/5/1424)ه..والله ثم والله العجيب من هذا أناها توفيت في ليلة زفاف خالتها التي تحبها كثيرا ..ولم يعلم بذالك أحدحتى بعد الغداء من اليوم الثاني نشر الخبر بعد أن قام أخوانها بدفنها البارحه وقد طلبوا من الأهل أن يذهبوا معهم للصلاة على أختهم ..بالله عليكم أخوتي أما تقطع القلب ..والعجيب الاعجب من هذا أني لم أرى في حياتي صبرا كصبر أماه ..كانوا الناس يبكون وهي تحاول أن تهديهم ..,تطمئنهم ..فلها الحق والله فبنتها ذهبت لتزف في الجنة أن شاء الله ..فلقد توفيت وهي مخطوبه على أمل الزواج ..ولكنها كفنت بكفنها الأبيض فبل أن تلبس فستانها الأبيض ..ودفنوها قبل أن يزفوها..ولكنها على خير خال أنشاء الله فأخوانها واخواتها ووالدتها كانوا يرونها في منامهم بأنها تبشرهم بأناه أسعد حال ..وتقول لهم ..(قولوا لأمي إني مستانسه ومبسوطهوحالي ألحين أحسن نت حالي في الدنيا )الله أكبر ..كيف لها أن لاتسعد وهي في جوار ربها : جاورت أعدائي وجاورت ربها ....شتان بين جوارها وجواري ورأوها مرة وهي تقول لهم ..(والله يأختي فلانه ..أن النار مامستني وخزة ابره) الله أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر ..اللهم إن كان حالها على خير فأتبعنا بها واجعل قبورنا من خير منازلنا ... وأختم سيرتها العطرة بهذ الرؤيا ..أن عمتي ولله الحمد فقد هداها الله وهدى بناتها وابنائها كلهم بعد رحيل أختهم ..يرجون بذالك أن يجمعهم الله وإياه في الفردوس الأعلى ..أخبرتني عمتي أنها رأت فيما يرى النائم ..رؤيا كانت هند رحمها الله تخاطب أمها فيها وتوصيها ..فلما فسرت عمتي رؤياها ..قال لها الشيخ -زبدة ماقاله-خذي كتابتا بنتك واعطيها لولد أخوك اخوك ..الذي هو أنا -الرحيل - لعل الله أن ينفع بها ..فلما أوصلتي عمتي كتاباتها وجدها محاضرة بل كلمات من قلب صادق ..فعلمت اناها تريدني ان أنشرها .. والله الحمد فلقد نشرتها ووجد منها قبولا مؤثرا جدا جدا ..وقد تاب عليها الكثير وجدد توبته عليها الكثير فكم من عين فاضت وقلب تقطع خصوصا بعد علمهم عن قصتها ..وقد دخلت فيها مسابقة على جائزة الأمير محمد بن فهد وفزت فيها بأجمل القاء ولله الحمد وتنقلت بين المدن برفقة مدرستي لكي ألقيها ولي الآن سنه وللله الحمد ومازلت الكثير متأثرا بها ..وخناما ..أنا ماكتبت هذه الكلمات الطويل أخوتي لأسليكم أو لأشارك بوضوع لأجل أن أشتهر به ..ولكنها والله محبة صادقة ونية خالصة لله تعالى ان شاء الله ..وقبل أن أكتب لكم محاضرتها ..أود أن أخبركم ..بأن وقبل شهر تقريبا حضرت زواج أختها التي تصغرها سنا وكان في تاريخ(6/5/1425)ه فيا سبحان علام الغيرب .... وإليكم أحبتي محاضرة هند الرحومه كما كتيتها رحمه الله .. مذكرات موفيه.. موعظة بعنوان..إلى متى هذه الغفلة؟؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من إهتدى يهديه واستن بسنتة إلى يوم الدين .. ثم أما بعد ..هذه موعظه وهذه الموعظه لنفسي قبل أن أعظكن والإنسان منا يغفل وتصيبه بعض الأحيان غفلات ماينتبه منها إلاّ ساعة الوفاة ومنهم إلى يوم القيامة لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديدإنها الغفلة ..فمن الناس من تعيش في هذه الدنيا نسأل الله العافيه بين المأكل والمشرب همها أن تؤثث بيتها أحسن أثاث ..هذه غايتها ..هذه أمنيتها ..حلمها أن تتزوج فارس أحلامها لا هم أعلى من هذا ..همها في الدنيا أن تلبس أحلى الملابس وتعلو أعلى المناصب وتجمع الاموال ..تحسب أن مالها سينفعها !!!فمن الناس من لا ينتبه إلى ساعة الوفاة وأذكر لكم قصة واحدة من قصص كثيرة تحدث للناس وقد وقعت في واقعنا .. كان الأب يجلس مع أهل بيته ..يسامرهم ..يضاحكهم ..يلاعب أولاده ..واعدهم على السفر ..ووعد البنت الصغيرة بلعبه ..أما الزوجة فقد واعدها بالذهب والفضة ..أحلام وأوهام يعيشها ويعيّش أولاده بها ..نام وقال للزوجة :أيقضيني الساعة السابعة للدوام ..أين صلاة الفجر ؟؟ليست في باله ..أيقضيني للدوام فقط.. نام في تلك الليلة والمسكين كان في موعد لم يعلم عنه شيئا َ ..انتبه ..فزع.. !!رأى شيئا بجانبه ..قال من أنت ؟؟قال :أنا ملك الموت قال :ما لذي جاء بك ؟؟ قال:جئت أنتزع الروح ..قال أنتظر قليلا ..؟!أتعلمين أخيه لما يريد الانتظار ؟؟ عنده أمانات لم يردّها عنده ذنوب ما تاب منها هناك معاصي إلى الآن لم يتب منها ولم يخلّص أولاده منها ..أنتظر قليلا.. حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون صاح..فإذا أهل البيت يجتمعون ..فزعت الزوجة قامت قالت ما لذي بك ؟؟ ما لذي جرى ؟؟ لا يستطيع أن يجيب ..هو الآن في عالم آخر ..هو الآن في حياة أخرى والله يا أخيتي أنتِ ما تدرين بها ..إذا بالزوجة تقوم وتفزع وإذا بالأولاد يجتمعون ..وإذا بالأب يأتي والأم تأتي ..وهو ينظر إليهم ولكن للأسف لا يستطيع أن يجيب أحداً كلا إذا بلغت التراق ِ*وقيل من راق*وظن أنه الفراق تخيلي يا أخيه هذا المنظر ..البنت على صدره تبكي وتقول:يا أبي ألم تعدني با لعبة ؟؟لم َلا تجيب ؟؟! والابن يبكي ويقول ..يا أبي وعدتنا بالسفر لمَ لا تجيب وتقول له الزوجة: يا فلان لمن تتركنا ؟؟أما الأم فتقول يا بني غادرتنا صغيراً والأب قد جاء بالطبيب والحالة عنده بكاء وفزع وعويل ونياح كلا إذا بلغت التراقِ *وقيل من راق* وظن أنه الفراق علمَ انه يفارق ..يفارق ماذا ؟؟هل يفارق مصحفا كان يقرأه ؟! كلا والله ..هل يفارق في الليل صلوات آخر ه إلامن رحم الله ؟! هل يفارق الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله ..لا والله ..إلا من رحم الله أتعرفين أخيه ماذا يفارق ؟؟يفارق سيارة جديدة .. يفارق أثاثا وثيرا يفارق زوجته وأولاده ..يفارق ذالك البيت الذي بناه وأثثه ولم يسكنه إلى اليوم (وظن انه الفراق *والتفت الساق بالساق ) واسمعن يا أخوات إلى ذالك الشاب ..رجل كان يعيش في حلم لم ينتبه منه ..كان يقود السيارة بسرعة جنونية كحال أكثر الشباب اليوم ..والموسيقى قد ارتفعت ..والأغاني قد تولع بها ويعيش في عالم آخر .. يفكر في عشيقته ..أو في تلك الأغنية أو في هم ٍأحرق قلبه ..لحظه ..انقلبت به السيارة ..جاءه ذلك الشرطي وسحب جثته ..علمَ أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة قال له يا فلان قل ..لا إله إلا الله ..قل ..لا إله إلا الله أتعرفين أخيه ماذا قال ..لقد قال :هو في سقر ..هو في سقر ..ثم فارق الحياة الدنيا وما أدراك ما سقر *لا تبقي ولا تذر *لوّاحة للبشر قد نتساءل لمَ دخل سقر ؟؟ ما سلككم في سقر *قالوا لم نكُ من المصلين ما كان يصلي والعياذ بالله ..ما كان يذكر الله جل وعلا ..ما كان يعكف على قراءة القرآن ..الآن وقد قدمنا على شهر كريم ..يا أخوات أسألكن بالله متى آخر مرة ختمتِ فيها القرآن ؟؟لا تقولي في رمضان الماضي ..لو دخل بيننا ملك الموت الآن يريد نزع روح أحدنا ..هل أنتم مستعدات ..أصدقوني القول بالله عليكم هل أنتم مستعدات ؟؟هل صليتِ خمس صلوات في وقتها بخشوع وخضوع !!هل أنتم اليوم لم ترتكبوا ذنبا إلا وقد تبتم منه ؟ عندكم ذنوب سابقه هل تبتم منها ؟عندكم مظالم بينكم وبين أخواتكم المسلمات هل تحللتم منها هل انتم مستعدات ؟أم أنه إذا جاءكم الموت قلتم ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا هل ستقولون ربي أرجعنا حتى نعمل صالحاً فيما تركنا ..تقولين ربي أرجعني والله ما أرفع رأسي من سجود ..تخيلوا يا أخوات وقد أخذ أرواحكم ملك الموت وأردتم الرجوع إلى الدنيا .. هل ترجعون حتى تقبّلون بناتكن أم تسلمون على أمهاتكم أو تودعون آبائكن لا .. أو حتى تسكنون البيت الذي عمره أباك أو زوجك .. كلاّ والله.. إنكن سترجعن لقضية واحده . لعلي أعمل صالحا فيما تركت الآن أخواتي المسلمات أريد أن أسأ لكم سؤالا ..أسألكم بالله من رمضان الماضي إلى اليوم كم مره ختمتِ القرآن .. كم مره قرأ تيه قراءة تدبر.. القضية ليست قراءة .. القضية تدبر .. أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها..الله عز وجل أنعم عليك بالنعم ..هل أديتِ شكرها كم من الناس من هي عقيم ..ما تلد ..تتمنى أن تسمع كلمة أمي.. يحترق قلبها حينما ترى بنات الناس وهي لا ولد لها ولا بنت ..أعطاكِ الله البنت ..وأعطاك الله الذرية ..كبرت الذرية ..هل شكرت الله فيها ؟؟هل حجبتِ البنات ؟؟لا تقولي والله مسكينة صغيرة ..عمرها عشر سنوات ..اتقين الله ..فإنهن سوف يتعلّقن برقابكم يوم القيامة.. من جلب لأبنائكم التلفاز ..ومن أدخل في بيوتكم تلك الملاحق الفاسدة التي تحمل في جوانبها أنواع الفساد والدمار .. سوف يأتي يوم القيامة وتسألين عن هذا ..لماذا لم تمنعي أن يدخل في بيتكم مثل هذه الأشياء ؟؟ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا الآن أبصرتم ..الآن ما ينفعكم البصر ..الآن سمعتم ..وما ينفعكم سمعكم الآن .. أين أنتم في الدنيا وقت العمل ؟؟الآن ما ينفعكم شيء ..في يوم الحسرة في يوم التغابن ..يا أخوات كونوا مستعدات للقاء هادم اللذات كنّ صادقات مع أنفسكم ولا تقولوا مثلما قال البعض ..في العمر متسع..وإذا جاء رمضان القادم سأتوب أو وقت الحج أو لما يحصل كذا وكذا..بالله هل أنتِ متيقنة أنكِ ستدركين ذلك الوقت ..اسمعي إلى ما قاله أبو العتاهية .. دخل أبو العتاهية يوما على ذالك الملك ولعله الرشيد ومدحه الناس لقصره ..فقال له الرشيد :ماذا تقول يا أبو العتاهية ..قال :أن أقول .. عش ما بدالك سالماَ في ظل شاهقة القصور قال الملك :هه ..أي زد ..ما أعظم هذا الشعر ..فقال .. عش ما بدالك سالماَ في ظل شاهقة القصور يجري عليك ما أردت من الغدوّ ومن البكور فرح الملك ..وقال ما أعظم هذا الشعر ..زد .. فأكمل وقال : فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور أبا العتاهية الزاهد قال هذا ..فبكى الملك حتى سقط مغشيا عليه من البكاء 0ثم لما أفاق قال للجنود ..اهتكوا الستر وأغلقوا الأبواب فإني راجع إلى بيتي القديم .. (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) مصيبتنا والله في الدنيا حتى بعض الصالحين مصيبته في الدنيا حتى من يتظاهر بالالتزام مصيبته في الدنيا ..كبّر.. ولا يزال قلبه في البيت .. سجد.. ولا يزال يفكر في الدوام... يقرأ القرآن وهو لا يزال يتذكر زوجته وأشغال البيت ..إنا لله وإنا إليه راجعون .. عمر بن عبد العزيز ..سمعتم به ..ملك وأمير المؤمنين ..هذا الرجل صار أميرا للمؤمنين ..أتعرفين ماذا فعل ..كان يأتيه والي أحد الولايات ..دخل في كوخه القديم ..أمير للمؤمنين يسكن في كوخ ..الله أكبر ..دخل عليه الوالي وسأله أمير المؤمنين عن أحوال الرعية وعن شؤون المسلمين ..فلما انتهى قال الوالي أما الآن فإني سائلك يا أمير المؤمنين عن أهلك وولدك ..قال :انتظر .. وكان في الغرفة سراج فأطفأه ثم أظلمت الغرفة فقال الوالي :لم فعلت هذا يا أمير المؤمنين ؟؟قال هذا السراج من أموال المسلمين أشعلته لأسأل عن أحوالهم ..أما أن تسألني عن أهلي وولدي فلا يحق لي أن أشعله ..فإنه من أموال المسلمين .. لا يملك إلا ثوب واحداً..ثوب واحد ..إذا غسلته زوجته فاطمة.. يجلس في البيت ولا يخرج حتى ينشف ثوبه ثم يخرج إلى الناس ..هذا الرجل يوماً من الأيام صلى بالناس العيد ..إمام ..وبعد الصلاة مرّ على مقبرة وكان يوم عيد وانظري أخيه إلى المواكب ..كان موكبه على بغلة ..عنده بعض أصحابه مرّ على المقبرة فقال لمن عنده :انتظروا ..ثم ذهب إلى المقبرة وأخذ ينظر في القبور في يوم العيد ..ثم قال عمر :(أيها الموت ..ماذا فعلت بالأحبة ؟؟ أيها الموت ماذا صنعت بهم ؟؟فلم يجبه أحد ..فخر ّعلى ركبتيه وهو يبكي ويردد شعراً أتعرفين ماهو!! أتيت القبــــــــــــور فناديتها أين المعظّـم والمحــــــــــــــتقر تفــانوا جميعا فما مخبــــــر وماتوا جميعا ومات الخبر فيا سائلي عن أناس مضوا أما لك في ما مــــــــضى معتبر فإذا به يبكي بكاءً مراً حتى اجتمع الناس حوله وهدؤوه رحمه الله ..إنها القبور ..إنها منزلك أخيه مرّي يوما ً عليها وتفحصيها ..هل تحملين فيها أثاثا ً..أو يدخل معك أخت أو صديقة أو جارة تؤنسك ..بعد أيام ..بعد قليل ..لعلها بعد لحظات سوف تسكنينها وأنتِ ما تعلمين ..أرأيت أنّنا والله في غفلة وأي غفلة !! كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة القضية أكبر من هذا والله.. ولو كان الموت فقط لكان هين ولكن والله الهول هو ما بعد الموت .. ولو أن إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعدها عن كل شيء القضية أكبر من الموت يا أخوات ..القضية ما بعد الموت ..عثمان رضي الله عنه أتعرفين من عثمان ..إنه ابن عفان ثالث الخلفاء الراشدين ..إذا وقف على القبر بكى ..يروى أنه يختم القرآن في كل ليلة أنزل الله فيه آية ..أتعرفين ما هي..قال تعالى فيه : أمن هو قانت آناء الليل ساجدا ًوقائماً يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون هذا هو العمل الحقيقي ..العمل ..أن تخشي الله جل وعلا..إنه العمل الذي يوصلكِ إلى خشية الله ومخافته ..عثمان ..أتعرفين كيف قتل ..سوف أرجعكِ إلى حاله هذا الرجل قُتِلَ وبيده القرآن الكريم ..قال له الصحابة ندافع عنك ..قال دعوهم ..فدى الأمة بدمه ..لقد قتله الخوراج ..كفّروا عثمان ..وكفروا محمد وأصحابه ..اقتحموا الباب على عثمان أنظروا على الوقاحة ..دخلوا عليه وهو يقرأ القرآن ..وزوجته عنده ..فطعنوه تسع طعنات ..ما هي واحده بل تسع ..طعنة الشقي ..قال أما ثلاثة فلله وأما ست فلشيء وقر في الصدر ..فكذب والله فالتسع كلها ليست لله ..لمّا قتل سال الدم على المصحف فبكت زوجته أتعلمين لما بكت ؟؟بكت على أمر واحد قالت : قتلتموه وإنه ليحي الليل بالقرآن ..أخواتي الغاليات القضية سعادة في الدارين أتريدين السعادة؟؟ ..ما منكم من أحدٍ إلا وتقول نعم .. أتعرفين أين هي ؟؟ هي والله بركعات في أخر الليل هي في صلاة الفجر وبعدها إلى طلوع الشمس والله الذي لا إله غيره هنا السعادة ..اجلسي مع بعض الصالحات التقيات ..واسأليهن ما هي أسعد لحظات الحياة ؟؟أتعرفين بما ذا يجبن ستقول إحداهن أنها ساعة الإفطار عندما كنت في الحرم هي أسعد لحظات حياتي ..وسلي الأخرى ستقول لا..لا أعظم من هذا عندما كنت في المسجد النبوي والمدينة أقوم الليل وأبكي من خشية لله ومن شدة شوقي إلى لقاءه اللذين آمنوا وتطمئن قلوبهم ألا بذكر الله تطمئن القلوب ومما يذكر أن أحد المشايخ يقول اتصل علي ّقبل أشهر شاب فقال لي :يا شيخ ما يخطر في بالك ذنب ولن يخطر على بالك معصية إلا قد فعلتها قال الشيخ ..وما ذا تريد ؟؟!!قال يا شيخ كل شيء في الدنيا فعلته ؟؟قال الشيخ وما طلبك ؟؟!! قال الشاب :يا شيخ ملكت الدنيا كرهت الحياة وكأنه يريد الانتحار ..ففتح له الشيخ باب التوبة وباب الرجاء وذكره برحمة الله وشوقه إلى توبة عباده ..يقول يا شيخ كل ما أفعل معصية أزداد ضيقاً ..أزداد هم ازداد غم ونكد.. أتعرفين لما يا أخيه؟؟لأن الله تعالى يقول :ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربي لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذالك أتتك آياتنا فنسيتها فكذالك اليوم تنسى لأن ذلك الشاب أعرض عن ذكر الله فأعرض الله عنه ..بعض الصالحات تقول عندي ضيق بالصدر ..فتسألينها هل هو هم الأمة ؟؟هم الناس ..إصلاحهم .. تقول لا ..تقولين لها هم القيامة ..هم القبر ..هم البعث ..تقول لا ..تقول هم في صدري لا اعلم ما هو ؟؟فأقول لكٍ فتشي في نفسك ٍ عن ذنب فعلتيه ..فتشي عن غيبة زل بها لسانك ..عن أغنية سمعتها..عن نوم عن صلاه ..هذا هو ضيق الصدر والله .. ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيّقاً حرجا كأنما يصّعد في السماء أحد الشباب يقول عن نفسه :ما فيه معصية إلا وفعلتها .. ضاقت بي الأرض بما رحبت .. قررت السفر ..مللت الحياة ..يقول سافرت فإذا به يذهب إلى أين ؟؟! ذهب إلى بلد بها أخوه ..وكان أخوه صالحاً ..يقول طرقت الباب ودخلت عليه ..قال لي :ما الذي جاء بك ؟؟! قال يا أخي والله مللت ..مللت هذه الحياة فكان أخوه الصالح داعية في السويد ..والشيء بالشيء يذكر ..أن السويد أكثر البلاد إباحية .. ليس هناك حرام ..ولا فيه ممنوع ..افعل ما تفعل حتى الرجل يتزوج برجل مثله ..قانوناً عندهم.. هذه الدولة أعلى نسبة انتحار فيها ..يذهب الواحد منهم إلى أعلى عمارة ويلقي بنفسه من الأعلى ..يقول ذالك الشاب ..إنه جلس عند أخيه في تلك الليلة .. نام ..أول ليلة عند أخيه ..فعند آذان الفجر ..جاء رجل يوقضُه..قال لي :قم ..قال :إلى أين .. قال لي :قم ..صلاة الفجر ..لقد أذن ..يقول فنظرت إليه فقلت له ..أنا ما اصلي دعني أنام ..قال :قم صلي يا أخي ولو مرّه ..قال ..أنا ما أصلي ..أُغرب عن وجهي ..قال جرّب الصلاة ولو مرّه ..قال :فذهب وجلس يفكر على الفراش ..(جرّب الصلاة ولو مرّه )يقول فقام واغتسل وذهب إلى المسجد وصلى ثم رجع إلى أخيه فقال يا أخي وجدتها ..قال :وجدت ما ذا ؟؟قال وجدت السعادة التي كنت ابحث عنها ..قال أين ..قال في سجود في الصلاة .. أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم.. ويل لهم.. فكثير من الأخوات من تسمع ذكر الله ولا تتأثر ولا يقشعر جلدها ولا تبالي ..كأنها قصص..كأنها أحاديث الناس قال له أخوه :إذن نعمت السعادة هذه ونعمت الهداية ..فاستمر عليها يا أخي .. ظل يوم ..يومين ثم قال لأخيه :سوف أرجع إلى بلدي ..قال ارجع ..فرجع إلى أمه فطرق الباب و فتحت أمه الباب ..قالت يا بني ما لذي جاء بك مسرعاً هذه المرة(كان متعودا للسفر إلى الحرام )..قال يا أماه وجدت الذي أبحث عنه ..قالت وما هو ..قال وجدت السعادة ..قالت يا بني ..أين وجدتها ..قال وجدتها في السجود في الصلاة ..وجدتها بالقرآن..وجدتها بالذكر يا أماه ..ففرحت أمه ..ثم ظل يوم ..يومين فقال لأمه : أطلب منك طلبا يا أماه ..قالت وما هو ؟؟قال : أريد السفر للجهاد في سبيل الله قالت أمه الحكيمة :ما منعتك وأنت تسافر للمعصية أفأ منعك وأنت تسافر للطاعة يا بني ..اذهب وتوكل على الله ..سافر الشاب التائب إلى الجهاد ..تدرّب أياماً وشهور ..ثم دخل في المعركة وكان بجانبه صاحب له ..اشتدت المعركة وقويت الغارة ..فإذا بصاحبه يصاب بشظية ٍ..صاحبه وليس هو ..حمل صاحبه ليسعفه ..أسرع به ولكن المنية أقرب ..غادر صاحبه الدنيا ..ما غسله ولا كفنه لأن الشهيد لا يغسل ولا يكفن ..بل يدفن بثيابه وبدمه ليبعث يوم القيامة على حاله ..اللون لون دم والريح ريح مسك ..أول قطرة من دمه تغسل جميـــــــــــــــــــــــــــع خطاياه ..ولو تقطَع بالنار أو بالحديد ولو ترينه يحترق أشد الحريق فإنه والله لا يحس بها إلا كقرصة نملة.. حفر لصاحبه حفرة ..وأنزله بها ثم رفع كفيه الطاهرتان إلى السماء وقال ..اللهم إني أسألك أن لا تغيب شمس هذا اليوم إلا وقد قبلتني عندك شهيد يا رب العالمين ..ثم قبل أن يدفن صاحبه اشتدت المعركة ..فحمل السلاح وقدم به ..فإذا به يصاب بضربة تؤدي بحياته ويدفن مع صاحبه في تلك الحفرة...الله أكبر ما أعظمها من خاتمه يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي لا تقلن فينا هم ..فينا غم .. إن كان هم الدعوة..هم الإسلام .. هم القيامة ..هم القبر ووحشته .. أقول لكم فنعم الهم.. أما إن كان هم الدنيا ..فبئس الهم والله ..و والله يا أخوات لإن ضاقت صدوركم فو الله لهو من الذنوب والمعاصي وبئس الضيق والله يا أخوات واعلموا أنها بداية شر ..وأنها شؤم ..فاتقوا الله وراقبوه ولا تستهينوا بنظره فإنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وأنت الآن والله في وقت عمل فاغتنمي حياتك قبل أن تعضي أصابع الندم يوم لا ينفع الندم واعلمي أن الله لم ينساك ولكنه يمهلك ِ لعلك ترجعي إليه قبل أن يأتيكِ ملك الموت فتصرخي بأعلى الصوت ربي أرجعون ..فيقال لك اخسئي فيها ولا تكلمين .. وإياكِ أخيّة أن تقولي لا أحد يراني ولن يشك بي أحد والناس يظنون بي خيراً ..فهذا شاعر يقول عن نفسه بأبيات صادقة والله ..يقول .. إلـــــهي لا تعـــذبني فإني مقر بالذي قد كـــــــــــان منــي فكم من زلة لي في الخطايا وأنت علي ّ ذو جود ومــــــني إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أنا ملي وفزعت سني يظن الناس بي خيراً وأني لشر الناس عن لم تعفوا عني سبحان الله ..عجباَ والله منا.. نرضى بكلام الناس ..يا داعية ..يا صالحه ..أيتها العابدة ..نفرح بتلك الكلمات ولا نعلم هل الله قبل أعمالنا أم ردت إلينا لتكون حسرة علينا حتى إذا جاء يوم القيامة ..وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون هذا وأصلي وأسلم على رسول الله المجتبى وما لا صبح واختفى وعلى من بسنته اقتفى إلى يوم يشتد البلا لا تنسوني من صالح دعواكم .. أختكم المتوفاه،. هند نقلت بعد وفاتها ..بشهرين.. | |
|